طعن احساس الانثى هو قتلها!

عندما أصبح من بين أوراقي الرسمية ورقة عنوانها

..(( وثيقة طلاق ))..




تعودت ان لاأحتفظ بأوراقي ذات الأهمية في غرفتي الخاصة ..وعلى هذا دأب أهل البيت جميعا ..

كلما كانت الورقة ذات بال ..حفظناها في خزانة خاصة ..في غرفة رب الأسرة..

شهادة ميلاد ..شهادة تخرج ..اوراق خاصة بالعمل ..صور شخصية ..وثيقة زواج معاملات تجارية وغيرها وغيرها مما اعتادت عيناي على رؤيته بغير أدنى اهتمام أو لحظة تفكر ..أو صمت ..

ذهبت قبل أيام أبحث عن أوراق خاصة بأمي ..كانت الخزانة كما هي مليئة بالأوراق ..لكن الذي فاجأني

أنه يوجد بين هذه الأوراق ورقة جديدة لم أكن لأتخيل يوما ..ان اسمي سيدون في مثلها .ورقة تحمل هذا العنوان...

((وثيقة طلاق )) وبخط عريض ..

اسمه على اليمين ..وعلى اليسار اسمي ..

وفي الأسفل ..نص لما تلفظ به من كان بالأمس زوجاً::..طلقت زوجتي ..آآآآآآآآآآآآآآآآه

فلانة بنت فلان الفلاني ..طلاق على مذهب أهل السنة ..الخ الخ الخ ..

عبارات تمزق نياط القلب ..

وفي اخر الورقة عبارة (( ولها أن تنكح ماشاءت من الأزواج))..فزعت عندما قرأت هذه الجملة ..

ثم شاهدان وتوقيع ..

و
انتهت الحكاية ..

هكذا وبأبسط وأسرع مما كان قد يخطر لي على بال ..انتهى ميثاق غليط بين اثنين ..تفرقا بالحلال
بعد عقد قران ..وفرحة ومباركة ومكالمات ومصارحات ,,بعد ماأفضى لي وأفضيت له ..

سبحانك يارب ..يامن شرعت بين حلالك أبغضه ..

الآآآآآآآآآآآآآآآآآن فقط بت أدرك لماذا سمي الطلاق أبغض الحلال ..الان فقط أصبحت أتوقف كثيرااااااا عند آيات الطلاق في كتاب الله ..وأنا التي كنت أقرأها في ما مضى على عجل

ربي أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ..

عندما عقدت قراني أبت عيني ..أن ترى ورقة العقد ..لا أعرف لماذا ..لكن هذه العين نفسها ترى الآن جبرا أو ربما صدفة ..وروقة ..انهاء هذا العقد..

فكرت أن أمزقها ماتحملت والله رؤيتها (دمعت عيني الان وأنا أكتب)

لكني تراجعت ..حمدت الله واسترجعت ..لاحول ولا قوة إلا ابلله العلي العظيم ..اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ..اللهم اجبر كسر قلب أنت أعلم به ..اللهم اقدرني لخير منه ..اللهم ارحم ضعفي ..وعجزي وذلي ومسكنتي بين يديك ..

بقيت أتأمل الورقة طويلاااااااااااااااااااااا ...

ثم وضعتها في مكانها ..وخرجت أتامل السماء ..يالله ..ماذا تخبأ لي الأيام بعد ؟؟

يامن إليه المشتكى عجل يارب بالفرج ..عجل يارب بالفرج ..

اللهم هذا كسرك فأين جبرك ..اللهم هذا كسرك فمتى جبرك ..اللهم هذا عسرك ..فأين يسرك ..

يالله ..

يا من إليك أشكو قلة حيلتي ..يامن عليك اتكالي ..اجبرها يارب من عندك ..

يامن شئت أن تفرق بينا بالحلال ..ألف بيني وبين قلب عبد من عبادك ..يسترني بالحلال يالله ..

اللهم لاااتحرمني من أن أرى ذرية لي من عبد صالح من عبيدك ..ذرية ..يوحدونك ويسبحون بحمدك ..وانطلق لساني بالدعاء

هكذا وأنا في أوج الذهول وعيناي معلقتان بالسماء

وانا بحالي مطرقة ...وضائق صدري ..هان علي الأمر كثيرا ..عندما تذكرت أنه لاااااااااامحالة سيأتي علي يوم ..

سيفتح فيه غيري الخزانة نفسها ..ليرفع هذه المرة ورقة اسمي مدون بها لكن عنوانها هذه المرة ..لن أقرأه أبدا ..

ورقة أشد على النفس وطأة وأثقل وأكبر وافجع

ورقة عنوانها :
(( شهادة وفاة ))

هذا هو الإنسان بضع وريقات ..وينتهي ..ثم إني أفني عمري لأفكر ..في رزق ..كتبه الله لي قبل ان أكون..


ماسبق هو إحساس أنثى منقوول ..


والآن انا سأتحدث .. فأترككم الأن مع هذه الكلمات

قرأت تلك المعاناة ... ذلك الألم ..


أبغض الحلاال .. والجرح الذي يطول زمانه حتى يبرى ..


فماأقسى ذلك على أنثى ..


هل تستطيع تحمل عبء تلك الكلمة (( مطلقة )) ..


فويل من نظرات وهمسات .. وويل من مسؤوليات .. وويل من مجتمع يحملها عار ليس لها فيه ذنب ..


ننسى انه حلااال . . وإن كان ابغض الحلااال ..

وكم من حواء مقهورة ... مظلومة .. تتجرع الأمرين في بيت زوج ظالم حتى لايقال عنها مطلقة ..


قصص نمر عليها من حولنا .. ممن ظن ان القوامة هي التسلط .. فطغى .. ونسي أن هناك رب قاهر جبار منتقم..


سبحانه ..


جرح الطلاق لها كبير .. فطعن إحساس الأنثى هو قتلها ..


لن أتحدث عن ضياع اسرة .. وتشتت أطفال .. فذاك جرح أكبر ..


حين نذكر الطلاق نذكر الأسرة وأطفال أبرياء ..


ووننساها .. ننسى تلك الأم .. ننسى ذلك الوجع الذي يئن داخلها ..


ننسى إنكسار قلب ..


فدعونا نتحاور حول ذاك الألم ..


أعلم أن الألم للطرفين ..


ولكن .. رفقا بالقوارير