هاهو الليل مد سواده,وألقى بثقله على جسمٍ طالما تنفس المجدُ من عبيره !
وهاهي غربان البؤس والموت تنعق في حقدٍ وتعبث بالأرواح الأبية تود لو أن تفتك وتبيد ماتبقى فيها من حياة
في زمنٍ خان فيه القريب وتطاول الغريب!
ولكن يأبى الأبيُ الذل والصغار, ولو اشتد به الحصار, وتمادى الدمار!..
ها أنا ألمحك يا"غزة" من بين الركام تجمعين ماتبقى فيك من جسد جريح ..فروحك بعيدٌ عنها الموت,
تهتفين باسم رجالك الأحرار, ونساءك الخنساوات, وأطفالك الغارفين من بحور النخوة والإباء!
(أنا قادمة بيدي الموت الزؤام أزلزل الظالم وألقم الخؤون علقماً, عزتي مانال منها جبان ,وماخضعتُ لإنسان.
قادمة أنا قسماً برب العزة والجلال فليشهد التاريخ وليكتب الزمان" أنا غزة " " أنا عزة" "أنا نخوة" "وانا الإباء")
"عبدالصمد بن غريب"
ياليل ماذا عن دموع البائسين^ ماذا عن الأطفال والشيخ الحزين
ماذا عن الأحرار ساروا للردى^ ألقاهم متغرطس باغٍ لعين
عن غزةٍ فقدت حياة صغارها..فغدت يكحل طرفها دمعٌ ودم
سار العدو بساحها بعتاده..يسقي الأحبة بالفجيعة والألم
الأم ماتت والصغار بحيرة..الجوع يقتلهم فما وجدو اللبن
والوالد المسكين مات ومزقت.. أطرافه فغد الفناءُ له كفن
بكت المساجد والمدارس غالها..وغدٌ خطى درب الرذيلة من قدم
هدمو البيوت وسيرو أذنابهم..في خسةٍ واستمرؤ هتك الحرم
لكنهم رغم التطاول والأسى..ستدكهم أسد العزائم بالحمم
سنبيدهم ونعيد مجد بلادنا..فاللهُ منتقمٌ ومقتدرٌ حكم
ياغزة الأحرار^ ثوري كمالإعصار
وتوثبي للمعتدِ ^كالمارد الجبار
إسقي العدو ردى..واروي الحياة هدى
قولي لمن جزعو..إن الضياء بدا
قسماً بمن حقّ .. الليلُ لن يبقى
والأرض إن ظمإت..من روحنا تسقى
ياشعبنا الجبار..صبراً برغم النار
لاترتضي ذلاً .. أو ترتضي بالعار
ياغزة الأمل..يامنبع الشعلِ
قد اقبل النصر..في أجمل الحللِ
الله أكبر